من اليسار إلى اليمين: البروفسور نسيب زيادة، والدكتور أحمد القشيري وحرمه الكريم
المتحدثون في الحفل من اليسار إلى اليمين: الدكتور فيليب لوبولانجيه والشيخة هيا آل خليفة،
والسيّد ويليام سلايت الثاني، والبروفسور نسيب زيادة، والسيّد فلوريان دبوي
مشهد عام للحضور
نظّمت غرفة البحرين لتسوية المنازعات حفلاً تكريميّاً للبروفسور الدكتور أحمد صادق القشيري، القاضي والمحكّم المصري الشهير، تقديراً لمسيرته المهنيّة الحافلة بالإنجازات وذلك مساء الثاني والعشرين من مارس (آذار) 2015 في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بالإضافة إلى تنظيم حفل عشاء للدكتور القشيري في بيت بُوزَبُّون في المحرق بالبحرين.
وحضر الحفل أكثر من 150 شخصيّة من أصدقاء وزملاء الدكتور القشيري حول العالم بالإضافة إلى ممثّلي المجتمع القانوني البحريني، حيث شهد الحفل كلماتٍ لمتحدّثين مرموقين ومنهم الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء غرفة البحرين لتسوية المنازعات، والسيّد فلوريان دبوي، مستشار قانوني لمؤسّسة "واجنر أربتريشن"، والدكتور فيليب لوبولانجيه، الشريك المؤسّس في مكتب لوبولانجيه وشركاه، والسيّد ويليام سلايت الثاني، الرئيس التنفيذي السابق للجمعيّة الأمريكيّة للتحكيم، والبروفسور نسيب زيادة، الرئيس التنفيذي لغرفة البحرين لتسوية المنازعات.
الشيخة هيا آل خليفة خلال إلقائها لكلمتها
وأشادت الشيخة هيا آل خليفة في بداية الحفل بالحكمة والعدالة التي عُرف بهما الدكتور القشيري في المجتمع القانوني الدولي، مستعرضةً بعض إنجازات الدكتور القشيري في مجال القانون الدولي، وقصّة تعرّفها على الدكتور، مختتمةً كلمتها قائلة:" إننا نحتفل بمصر، ممثّلةً بالدكتور وحياته التي سخّرها لتطوير القانون على المستويين العربي والدولي."
الدكتور فيليب لوبولانجيه خلال إلقائه كلمته
وبعد كلمة الشيخة هيا آل خليفة، تحدّث الدكتور لوبولانجيه عن الروابط الوطيدة التي جمعت الدكتور القشيري مع فرنسا والعالم الفرنكوفوني، مشيراً إلى أنّ دراسة الدكتور القشيري في فرنسا شكّلت بداية مسيرته المهنيّة في مجال القانون الدولي والتحكيم الدولي في مجال الاستثمار. ولفت لوبولانجيه إلى أنّ تعارفه مع الدكتور القشيري جاء خلال فترة عمله كمحاضر في جامعة القاهرة، مشيراً في نهاية كلمته إلى أنّ الدكتور القشيري هو بروفسور استثنائي، ومحكّم استثنائي وصديق استثنائي.
السيّد فلوريان دبوي بعد انتهاء كلمته
وتحدّث السيّد فلوريان دبوي عن تاريخ من الصداقة جمع بين عائلته والدكتور القشيري، مشيراً إلى واقع عمل جدّه البروفسور رينيه جان دبوي مع الدكتور القشيري لتطوير القانون المصري، وكيفيّة مساهمتهما معاً في إنشاء الجامعة الفرنكوفونيّة في الإسكندريّة التي تعرف باسم جامعة سنجور بالاسكندريّة. وعبّر السيّد فلوريان عن اعتزازه وشكره للدكتور القشيري لإنشائه مركز رينيه جان دبوي للقانون والتنمية بعد وفاة البروفسور دبوي.
السيّد ويليام سلايت الثاني يلقي كلمته
وأشار السيّد ويليام سلايت الثاني إلى النجاح المذهل للدكتور القشيري في تسليط الضوء على تأثير الثقافة في تسوية النزاعات، متحدّثاً عن ضرورة تكريم الدكتور القشيري الذي كرّس جهوده في مناقشة مواضيع حسّاسة بطريقة ساهمت بنمو القانون الدولي وتعزيز شرعيّته وشموليّته. وختم السيّد سلايت قائلاً: "عندما نستعيد في أذهاننا نماذج متنوّعة من تميّز الدكتور القشيري، نستمدّ الشجاعة لأن نكون وكلاء جريئين للتغيير، وذلك تقديراً وإجلالاً للدكتور القشيري."
البروفسور نسيب زيادة ملقياً كلمته
وفي كلمة ملؤها التقدير للدكتور القشيري باللغة العربيّة، اعتبر البروفسور نسيب زيادة إنه من الصعب التفكير بشخصيّة عربيّة أعطت الكثير لتعزيز القانون الدولي أكثر من الدكتور القشيري الذي ساهم كذلك بتقريب المسافات والاختلافات القانونيّة والثقافيّة بين المناطق العربيّة والأفريقيّة وسائر أنحاء العالم. وهو بلا شك سيبقى على الدوام مصدر إلهام للأجيال القادمة.
واستعرض البروفسور زيادة حياة الدكتور القشيري مروراً بطفولته في القاهرة ودراسته في القاهرة وباريس ولاهاي وبداية مسيرته المهنيّة بالعمل مع الدكتور عبد الرزّاق السنهوري، رئيس مجلس الدولة المصري السابق.
وتطرّق البروفسور زيادة إلى سنوات عمل الدكتور القشيري كأستاذ مساعد بجامعة عين شمس، ومستشار قانوني للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت، والأمين العام للبنك الإسلامي للتنمية في جدّة، وتأسيسه لمكتب "القشيري وراشد للاستشارات القانونيّة الدوليّة والمحاماة."
وعرض البروفسور زيادة أبرز إنجازات الدكتور القشيري في مجال التحكيم، ومنها الترافع عن الحكومة المصريّة في قضيّة هضبة الأهرام أمام محكمة تحكيم غرفة التجارة الدوليّة بباريس، وقضيّة طابا فيما يتعلّق بالنزاع الحدودي بين مصر واسرائيل، بالإضافة إلى ترافعه عن الحكومة الكويتيّة في قضيّة تأميم شركة أمينويل، وتحكيمه في المحكمة الدائمة للتحكيم في النزاع بين اليمن وإريتريا.
وتطرّق زيادة إلى الأدوار اللافتة التي لعبها الدكتور القشيري في صياغة القواعد القانونيّة التي ترعى قضايا الاستثمار عبر مشاركته كمحكّم أو ترؤّسه هيئات تحكيميّة لدى المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار (ICSID)، حيث كان رئيس هيئة التحكيم في أول قضيّة عُرضت على المركز على أساس معاهدة استثمار ثنائيّة، بالإضافة إلى كونه عضواً في أول لجنة مخوّلة بالبتّ في طلب إبطال حكم تحكيم صادر عن المركز.
وتحدّث البروفسور زيادة عن مساهمات الدكتور القشيري في مجال القانون الإداراي الدولي كقاضٍ في المحكمة الإداريّة التابعة للبنك الدولي، بعد أن كان قاضياً في المحكمة الإداريّة التابعة للبنك الإفريقي للتنمية وعضواً في اللجنة التي قامت بإصلاح نظام العدالة داخل منظمة الأمم المتّحدة.
وكشف البروفسور زيادة خلال الحفل التكريمي أنّ غرفة البحرين لتسوية المنازعات قرّرت إطلاق تقليد دوري لتكريم المحكّمين العرب ممن لهم إسهامات بارزة في مجال التحكيم والقانون الدوليّين، مضيفاً إنّ الوقت قد حان لتكريم هذه الشخصيّات البارزة من قبل مؤسّسات في منطقتنا العربيّة.
وقدّم البروفسور زيادة هديّتين تذكاريّتين للدكتور القشيري، الأولى لوحة رسمها فنان بحريني والثانية عبارة عن كتاب تكريمي يحتوي مجموعة من المقالات مهداة إلى القشيري من زملائه حمل عنوان "تكريماً لأحمد القشيري: من العالم العربي إلى عالميّة القانون الدولي والتحكيم."
وقد أشرف على تحرير الكتاب التكريمي كلّ من البروفسور نسيب زيادة، والدكتور محمد عبد الرءوف، والدكتور فيليب لوبولانجيه، وصدر عن دار النشر "كلوفر لو انترناشونال Kluwer Law International"، متضمّناً 46 مقالاً من زملاء وأصدقاء الدكتور القشيري حول مواضيع متعدّدة من بينها التحكيم الدولي ووسائل حل النزاعات البديلة وقانون الاستثمار الدولي والقانون الدولي العام والقانون الدولي الخاص.
الدكتور أحمد القشيري خلال كلمته
وفي كلمته، قال الدكتور القشيري: "إذا كنت قد حقّقت شيئاً في حياتي، فذلك يعود لعائلتي وأساتذتي ... فقد علّمني والداي حب الله عزّ وجّل، وغرسا داخلي الدين الإسلامي القائم على التسامح والحبّ والسلام. أمّا أساتذتي في مصر وفرنسا، فقد علّموني النظر إلى المسائل القانونيّة بتعمّق، وبدونهم لم أكن لأعرف قيمة العمل الجاد."
وأضاف القشيري قائلاً:"كل ما احتاجه اليوم في ما بقي لي من سنوات عمري هو نقل الدروس التي تعلّمتها في مسيرتي المهنية. فالعام الماضي، حصلت على جائزة "GAR" المرموقة والتي اعتبرتها خير تتويج لمسيرتي. واليوم أحظى بتكريم آخر على أرضٍ عربية، وهو تكريم يعكس أنني نجحت والحمد لله في نقل الدروس التي افادتني للمجتمع القانوني."
ومع اختتام الحفل التكريمي، جال الضيوف في ضواحي مدينة المحرق التاريخية متوجهين إلى بيت بوزبون، حيث أقيم حفل العشاء على شرف الدكتور القشيري.
من اليسار إلى اليمين: البروفسور نسيب زيادة والشيخة هيا آل خليفة والسيّد أحمد الورفلّي
من اليسار إلى اليمين: الشيخة هيا آل خليفة والدكتور أحمد القشيري وحرمه
من اليسار إلى اليمين: السيّد ويليام سلايت الثاني والدكتور أحمد القشيري وحرمه
من اليسار إلى اليمين: الشيخ صلاح الحجيلان والسيّد عصام التميمي والسيّد حاتم قيس الزعبي