أصدرت غرفة البحرين لتسوية المنازعات كتابًا جديدًا بعنوان "تكريمًا لسمير صالح: تأمّلات في تسوية المنازعات مع تركيزٍ خاص على الوطن العربي". وسمير صالح هو أحد الروّاد العرب الأخصّائيّين في مجال التحكيم التجاري الدولي وكان أوّل شخص من المنطقة العربيّة يتبوّأ منصب نائب رئيس محكمة التحكيم الدوليّة التابعة لغرفة التجارة الدوليّة في العام 1982.
ويندرج هذا الكتاب الذي نشرته دار Kluwer Law International في إطار مبادرة الغرفة لإطلاق سلسلة من الكتب والإصدارات التي تكّرم إنجازات باحثين وممارسين قانونيّين عرب ممّن كانت لهم بصمات واضحة وإسهامات بارزة في مجال التحكيم والقانون الدوليين في العالم العربي. ويسلّط هذا الكتاب التكريمي الذي يضمّ 19 مقالًا باللغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة الضوء على مجالات القانون وتسوية المنازعات التي ميّز سمير صالح نفسه فيها، ومنها التحكيم الدولي والقانون التجاري، وخصوصًا في العالم العربي. ويُمكن الاطّلاع على محتوى الكتاب هنا.
وفي الكلمة التمهيديّة للكتاب، استعرض مُحرّر الكتاب البروفسور نسيب زيادة المسار المُميّز وغير التقليدي الذي اتّبعه سمير صالح في حياته. فعلى الرغم من انتمائه لعائلة من الطبقة الراقية في لبنان وتحصيله العلمي في مدرسة للنخبة بإدارة الآباء اليسوعيّين الفرنسيّين، خالف سمير صالح عادات وتقاليد المجتمع الفرنكوفوني في زمانه. فعوضًا عن متابعة دراسته الأكاديميّة في باريس أو ليون أو مونبلييه، اختار الدراسة في كندا حيث حصل هناك على ماجستير في القانون الدولي من جامعة مكغيل. ولدى عودته إلى بلاده، تَجنّبَ سمير صالح ما وقع من تفاهات في المجتمع اللبناني الذي أبى أن يرى أُولى شرارات الحرب الأهليّة الوشيكة، وكرّس نفسه لتقديم الاستشارات للمؤسسات الماليّة والمصارف الأجنبيّة وأسّس ارتباطًّا وثيقًا مع الجامعة اللبنانيّة حيث درّس القانون الجوّي لعقدٍ من الزمن. وعمل في فترة سبعينيّات القرن الماضي مستشارًا قانونيًّا لسلطان عُمان، ممّا سمح له التعمّق في فهم الثقافة القانونيّة العربيّة والإسلاميّة. وبعد اندلاع الحرب في لبنان، انتقل إلى لندن حيث أسّس مكتبًا للمحاماة كخبير في قانون الشرق الأوسط والشريعة الإسلاميّة وقام بتدريس قانون التحكيم في الشرق الأوسط في كلّيّة مدرسة الدراسات الشرقيّة والإفريقيّة التابعة لجامعة لندن. وشكّلت كتابات سمير صالح العديدة مصدر إلهام للنقاشات حول التحكيم التجاري الدولي في منطقة الشرق الأوسط، وكانت له إسهامات بارزة في دراسة القانون التجاري في الشرق الأوسط. واحتفى البروفسور زيادة كذلك بالصفات والخصال الإنسانيّة لسمير صالح وأبرزها شغفه بالفن والكتب والموسيقى.
وقد تمّ إصدار هذا الكتاب بمساعدة تحريريّة من فادي بشارة وفيرجينيا هاملتون ويوسف آل سيف، ويمكن طلبه مباشرة من "Wolters Kluwer" ودور الكتب حول العالم.